السبت، 19 أغسطس 2017

31/12 من كل عام

زكرى وفاة جدى، وقد كنت اعمل خارج مصر واتصلت بوالدي للاطمئنان على جدي، شيء ما جعلني اترك ما اقوم به لإجراء هذا الاتصال، لم البث أن أسأل عن جدى حتى قال لي والدي وصوته مليء بالاهتزاز ، البقاء لله .. حاولت اتمالك نفسي من الصدمة لاسأله متى حدث ذلك لاجد الرد الصاعق "الان" توفي قبل اتصالك بلحظات، حاولت اظهار تماسكي وخاصة اني في يوم عمل وليس اي عمل.
٣١/١٢ من كل عام هو تاريخ جرد مخازن معظم الشركات ، الجرد وما ادراك ما الجرد، حاولت التماسك وإظهار الهدوء حتى لا يعلم أحد من زملائي وحتى لا اتاثر و اخرج تقارير قد تكون غير صحيحة، لحسن الحظ كنت قد أوشكت علي انهاء مهمتى، ورغم كل محاولاتي للتماسك الا انهم لمحوا الحزن في عيني وأصر أحدهم بسؤاله ، خير في حاجه؟ مالك .. وهكذا حتى اخبرتهم بوفاة جدى، وبنفس المحاولة في التماسك خرجت معهم لتناول الغداء، ولاول مره ارى صورة جدي في كل مكان حولي، انا لم اتاثر بواقعة الوفاة اكثر من تأثري بذكرياتي معه.
لا اتذكر انه خزلني يوما ، جانيا كنت ام مجني عليا، كنت دائما اشعر بسند و ضهر قوى في اي لحظه ، حتى لحظات الغضب و المشاحنات اعرف أنه الوحيد القادر على لم الشمل، لا اعرف لماذا تذكرت يوم خروجه علي المعاش وقد اخفي حزنه خلف ابتسامه كانت لا تفارقه ابدا، حتى عندما كنا صغارا ننتظره يفرغ من الصلاة، ونظل نداعبه من بعيد او نتحدث حديثا ضاحكا ، فقد كان يخفي ابتسامته محاولا تثبيت تركيزه كله في الصلاة. ينصحنا فقط ، يشد علينا ، لكنى لم ارى منه إلا شد الاذر و العون كل العون ، و التواضع الذي كان يملؤ كلماته وافعاله، رحمك الله يا جدي ، ورحم امواتنا جميعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق