الجمعة، 21 ديسمبر 2018

الأمانة في كل مكان

من حوالي ٦ او ٧ شهور كنت في رحلة عمل بأحد دول شرق افريقيا، وكنت حسب كلام أهل البلد نفسهم، و اللي شفته عليهم أن اللي بيضيع منه حاجة لازم ينساها لانه مش هايلاقيها ده شيء زي عرف او قاعده، لاحظت ده اكتر مع سواقين التاكسي ممكن تديله مبلغ اكبر من حقه بالغلط و يعمل نفسه ماخدش باله ومايرجعوش، و في يوم مهم و مش قادر انساه من ذاكرة رحلتي، كنت متفق مع سواق خاص لتوصيلي إلي مدينة تبعد عن العاصمة تقريبا مدة ساعتين، وكان المفروض اني اتحرك من الفندق الصبح بدرى واقابله في وسط العاصمة وننطلق، وفعلا طلب توصيلة من الموبايل ابليكشن، وقبل ما اوصل وسط العاصمة كلمته فلقيته بيعتذر وبيقول أنه في المستشفى، وانا ما اعرفش حد غيره، فكرة اني انزل اسال او ارجع للفندق كانت مسيطرة عليا، لكن في لحظة هدوء كلمت سائق التوصيلة وقلتله ممكن نروح خارج العاصمة، وافق لكن العداد فضل شغال وعد فلوس كتير قوي تقريبا اكتر من ضعف اللي كنت متفق مع السواق الاول عليه، و بدأت اتكلم مع سواق التوصيلة لقيته طيب وبيحب مصر ويعرف تاريخها من ايام الملك فاروق وكان بيسالني اذا سهل يتعلم اللغة العربية عشان عاوز يسافر يشتغل في أحد دول الخليج، المهم خلصت مشواري وقبل م نرجع اتفقت معاه يقفل العداد و نعمل اتفاق ووافق، ولاحظت عليه تمسكه بالانجيل، كل م نقف او اسيبه فترة الاقيه بيقرا في الانجيل، بعد ما رجعنا وصلني الفندق و طلعت المحفظة و جواز السفر مسكتهم مع بعض واديته الفلوس اللي اتفقنا عليها، بعد ساعتين ونص تقريبا اكتشفت أن المحفظه مش معايا، قلبت الاوضة ودورت في كل مكان مالقيتهاش، افتكرت أن رقم سواق التوصيلة موجود ع الابليكيشن لان بشكل كبير ممكن تكون المحفظه وقعت في العربية لما دفعت الاجره، اتصلت ما ردش مرة واتنين ،، قلت كده كل الفلوس راحت، بما في ذلك حساب الفندق و باقي مصاريف الرحلة، أبلغت زملائي في العمل، فابدوا أسفهم وأكدوا لي أن أبحث عن حلول لان المحفظة مش راجعة، بدأت افتكر لما كنت اشترى حاجه من محل في مصر والراجل يرجع لي فلوس بزيادة كنت برجعهاله ازاي، وازاي بلدنا في دفيء وحنان وطيبة بين الناس وزعلت جدا لاني مضطر ابعت لحد يحولي فلوس ويا تري مين هايبقي جاهز يحولي ولو حول يحول كام،،، دوامة عشتها لمدة ساعة تقريبا لغاية لما واحده صديقة من نفس البلد قالتلي هات رقمه أكلمه من تليفوني، وفعلا اتصلت ورد ، بس مش هو واحد تاني، قالتلي كلم التاني كده افهم منه الاول فين، اتكلمت مع الشخص اللي رد عليا لقيته بسرعة بيقولي هو هايكلمك تاني بعدين لحظة كده قاللي كلمه، لقيته بيقولي أنه عارف اني باسال عن محفظتي، وأنه لقاها لكنه دلوقتي بيغسل العربية عشان يجرشها و هايخلص ويجي يرجعلي المحفظة، اول م قولت كده لزملاء العمل ماحدش صدق و قالوا لي الافضل انك تتغدي و تهدى وتفكر في حل بديل لانه مش هايجي، فعلا وصلت لمرحلة أن عودته مجرد امل ممكن مايتحققش لكن ربنا أراد اني اتعلم درس، لما السواق جه فعلا راكب موتوسيكل بعد م جرش عربيته ورجعلي المحفظه و قاللي لازم تتصور معايا اني رجعتلك مفقوداتك عشان احتفظ بيها عشان الشغل، طبعا بدون تفكير كان معايا شنطة هدايا فيها ساعة و علبة برفان اديتهاله فورا و حاولت اعزمه يسهر معانا لكنه رفض لانه هايروح الكنيسه تاني يوم بدرى وكان مستعجل جدا، وهو ماشي سلم عليا وقاللي أنه متشكر علي التقدير و أن النهادرة عيد ميلاده و لحظتها اخدت بياناته وارقامه و فضلنا علي تواصل كاصدقاء حتى الآن بسبب أمانته، من ناحيتي كل مشواري حولتها عليه و هو بقي صديق مقرب جدا وساعدني بعد كده في اكتر من موضوع، لكن مشوار صداقتنا بدأ بأمانة لم تعرف حدود دين أو لون بشرة او جنسية.