الأحد، 17 أبريل 2016

الاصطباحه و عجلة الانتاج

عندما تنوى يوما ما ان تترك نفسك للريح تذهب بك اينما ارادت
تنطلق بين الشوارع و الطرقات ليس لك هدف محدد ، تتصادف نظرات عيناك العابرة بكل مشاكل المجتمع و كل افراحه واماله ان وجدت، ترى الحب في قلب العجوز بطيء السير وترى النور يشرق من عيون الاطفال البريئة ، وترى العجب في عيون الشباب الصغير .. هذه ليست مقدمه علي قدر ما هي احساس او مدخل لاحساس
ففي مرحلة من مراحل العقد الحالي كان الناس مشغولين بالرزق، كاحد أهم اوليات الحياة ، فجدي (رحمة الله عليه) كان يستيقظ فجرا للصلاة ثم الذهاب لعمله رغم انه كان بامكانه ان يعود للنوم ساعتين او ثلاثة قبل العمل. لكني تعلمت منه في هذا التوقيت ايمانه التام بالبكور و تجهيز كل ما يحتاجه العمل قبل ان يحين موعوده بساعات، ولم يكن ذلك مصادفة بل كان اصرار فاذا حل عليه الفراغ رتل ايات الله المجيده فاصبحت تلك الايات صديقاته حتى انه بعد اصابته بالزهايمر نسى كل شيء عدا ايات الله و اصراره علي استكمال مسيرة عمله بنفس ما تعود عليه، جيل لم يتبقي منه الا القليل.
مرحلة اخرى نعيشها الان وهي مرحلة البحث عن المتعة و لا اقصد بها شيء الا ان كثيرا ممن حولنا هدفهم الاساسي في الحياه ان يستمتع لا بعمله او علمه او ابداعه لكن يستمتع بالحياه ، يذهب لتحقيق اقصى قدر من الاستمتاع بالمال بالنساء بالمخدرات
حتى انه من المعروف ان عمال الحرف (الصنايعية) بعضهم او كثير منهم لا يذهب لعمله طالما لم يستمتع ،، "لسه ما اصطبحش". وتعدت الظاهرة مجموعة من الحرفين بل انتشرت في معظم اوساط المجتمع من عمال و موظفين و عاملين بشتي قطاعات الحياه
ورغم التاثير المباشر للمزاج "الاستمتاع" علي عجلة الانتاج (ضحكات متقطعة شريره قوي) الا ان العجلة نايمه و مهما حاولوا يزقوها مش قايمه (نظرة ضيقة قد تكون خاطئة).
اكيد في حاجة غلط ، اما في فهمنا كشباب للدنيا او في فهم غيرنا الاكبر سننا او في التربية او في اخلاق التعايش المجتمعي بشكل عام، بالتاكيد هناك فارق في اسلوب التفكير في جميع القضايا العامة التي نعيشها في مجتمعنا الا كرة القدم.
وبعيد عن الكورة فان اغلب الاراء في اي قضية تجدها متشابكه و معقدة و متضاده في معظمها ، وتجد البسطاء ملوا تماما من هذه المعضلة ، (اصدق مين فيهم؟!)
و لغاية لما الراجل الغلبان يعرف يصدق مين و النخبة تكون نخبة بجد و الحكومة تبقي الكترونية ، ستصل دول ماكناش نسمع عنها لمراحل متقدمة جدا ماكانش نصدق ان دول عادية ليس لها قدرات فذه توصل لكده.