الاثنين، 28 ديسمبر 2020

إيجابي كرونا

 ذات صباح في رمضان ١٤٤١ه‍ اوائل مايو ٢٠٢٠ شعرت بكحه غير طبيعية ومتتالية وأنا في اجتماع بمكتبي، أنهيت الاجتماع بسرعة و توجهت للصيدلية لاشتري مضاد حيوى قوى وضاد للسعال الجاف وكل تفكيري انني بخير وليست مصابا جديدا جراء هذا الفايروس اللعين، اكد الصيدلي ما في تخيلاتي وعدت للمنزل لكن هاجس ان أكون مصابا يجول بخاطري ويمتد داخل كل افكاري لاقرر عزل نفسي احترازيا في المنزل لكن في هذا التوقيت كان هناك المزيد والكثير من العمل لأقوم به، عزلت نفسي في المنزل حتى آذان المغرب وافطرت مع اسرتي وتناولت الدواء، لكن في الصباح شعرت بالتحسن فذهبت للمكتب مباشرة لاستمر في تنفيذ المهام المطلوبة، وعندما حل المغرب شعرت بنفس الكحه مرة أخرى وبشكل اكبر أستمر الحال لليوم الخامس، وقبل الظهر توجهت لطبيب في احد المستشفيات للاطمئنان، لكنه لم يطمئني بل اكد ظنوني وقال أنني مشتبه باصابتي بالفايروس، قمت بعمل مسحه و انتظرت يوم ، يومين في منتهي التخبط وشتات الذهن، وذهبت في خضم حالات حظر التجوال و الإجراءات الاحترازية للمستشفي لاجد تقريري بانتظاري.

إيجابي كرونا و مطلوب العزل التام في المنزل، حينها احسست بان العالم اظلم لوهلة، ومر شريط حياتي وذكريات الطفولة وصور من احببت، فكرت في اسرتي أبي وامي ، زوجتي وابنائي، اهلى واصدقائي، وكاني اودعهم، ويشتد تأثير الفايروس داخل جسدي لامتنع عن الاكل واشعر كاني اواجه او انتظر الموت.

كحه مستمرة، عدم رغبة في الطعام، انكسار نفسي رهيب واتجاه للاستسلام، لكن شاء الله عز و جل ان يمن عليا بالصبر، وان يلهمني بالاستماع لحديث قدسي ذكره الشيخ الشعراوي مضمونه انن الله يبتلي الانسان فاذا رضي الانسان بقضاء الله شفاه الله واستقفتني جملة" ابدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه" عندها ايقنت بان الله قد بتقبل مني رضائي بقضاه ويشفيني، فامتثلت طائعا لكل مؤشرات الرضا بقضاء الله و حمده كثيرا علي كل ما انعم علي، فالخير من الله والشرب مني.

حاربت بشده ، تالمت، و تأثرت بكل الردود الايجابية و الدعم الذي وصلني عبر القارات من ابي وامي واسرتي وخاصة زوجتي التي ساندتني بكل ماكان لديها من قهوة و صبر.

استبشرت و توجهت لله طالبا العفو، طالبا وعده برفع الضر عند الرضا والصبر

مرت الايام وبدأت أشعر بشده الألم، وهاجس ياتي في صلاتي "لا تخف فقط اكثر من الدعاء و الالحاح على الله لعله يرفع الابتلاء" الححت كثيرا ووعدت الله في سري وجهري لاستيقظ ذات صباح بدون الم، وأفتح نافذتي لتدخل شمس العافية واشعر بتحسن حالتي النفسية ثم الصحية، بدأت في السؤال عن الطعام وعادت رغبتي في الحياة بعد أن كنت انتظر نهايتها، بفضل من الله وكرمه ودعاء الاهل و الاحبة.

استفدت كثيرا في عزلتي وقرات، ارتبطت اكثر بكتابات د مصطفي محمود و تسجيلات الشيخ الشعراوي، تغيرت شخصيتي قليلاً، لكن الأهم اني ادركت تمام الادراك، إذا أردت شيء ورغبته بشده تمناه فقط من الله والح علي طلبك وامنياتك، وستجد الله رحيم ليس كمثله شيء ، يشفيك ، يرزقك، يحفظك، وكثيرا مما لا يمكن لعقولنا البشرية توقعه من الله سبحانه وتعالى 

فله الحمد و الشكر حمدا كثيرا طيبا مباركا حتى يرضى، وصل الله وسلم علي نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.


الجمعة، 18 أكتوبر 2019

تجربة وعدت

احد أهم المهارات في الحياة أن تكون ماهرا في الخروج من التجارب و الأزمات التي تعيشها بأقل الخسائر الممكنة أو باعظم المكاسب المتاحه، هذا يشتمل على معظم تجاربنا في الحياة، مشروع تجارى، خطة سفر وغيرها من التجارب اللي بيكون أطرافها ناس عادية ممكن تعرفهم أو تشوفهم حواليك في اي وقت، لكن التجربة الصعبة اللي ممكن الوصف السابق لا ينطبق عليها هى العلاقات الإنسانية، الإنسان بيكون عنده دوافع في كل علاقة بتنشأ، سواء صداقة، زمالة او غيرها، عشان كده العلاقات المختلطة، واللي اقصد بيها اختلاط تجارب الأعمال التجارية مع علاقات إنسانية في رأيي انها أما أن تكون تجربة مبهره وملهمه، او تكون انتكاسة، لان الحلول الوسط معدومة في تلك التجارب.
والنوع ده من التجارب بيخليك تقابل و تشوف وتتعامل مع الكثير من المتغيرات، اللي بتخضع للأهواء الشخصية احيانا، لان وجود علاقة إنسانية تجعلك تفكر بالجانب العاطفي، بينما علاقة الأعمال تحتم عليك تحكيم العقل، وعند اختلاط العلاقتين في تجربة ستجد العامل العاطفي هو الذي يقود التجربة، وطبعا لن يقودها لبر الامان، الجانب العاطفي لا يؤمن أن الخسائر المادية هي الأكثر فداحه، بدل يدفعك للمزيد من إهدار راس المال اذا اذا تعارض معه، على الجانب الآخر فإن العامل العقلاني يرفض بشدة تلك الممارسات ويستخدم سلاح لوم النفس لمنعك من الانخراط العاطفي في تجارب الأعمال.
لا تحب او تكرهه في اعمالك.
اذا دخل العامل العاطفي في تجارب الأعمال فإن نوع من الفشل او الانتكاسات قد تحدث وبسرعة، الحل في هذه التجربة هو أن تكون عقلانيا في عملك، و عاطفيا في علاقاتك الإنسانية خارج محيط العمل.

الجمعة، 21 ديسمبر 2018

الأمانة في كل مكان

من حوالي ٦ او ٧ شهور كنت في رحلة عمل بأحد دول شرق افريقيا، وكنت حسب كلام أهل البلد نفسهم، و اللي شفته عليهم أن اللي بيضيع منه حاجة لازم ينساها لانه مش هايلاقيها ده شيء زي عرف او قاعده، لاحظت ده اكتر مع سواقين التاكسي ممكن تديله مبلغ اكبر من حقه بالغلط و يعمل نفسه ماخدش باله ومايرجعوش، و في يوم مهم و مش قادر انساه من ذاكرة رحلتي، كنت متفق مع سواق خاص لتوصيلي إلي مدينة تبعد عن العاصمة تقريبا مدة ساعتين، وكان المفروض اني اتحرك من الفندق الصبح بدرى واقابله في وسط العاصمة وننطلق، وفعلا طلب توصيلة من الموبايل ابليكشن، وقبل ما اوصل وسط العاصمة كلمته فلقيته بيعتذر وبيقول أنه في المستشفى، وانا ما اعرفش حد غيره، فكرة اني انزل اسال او ارجع للفندق كانت مسيطرة عليا، لكن في لحظة هدوء كلمت سائق التوصيلة وقلتله ممكن نروح خارج العاصمة، وافق لكن العداد فضل شغال وعد فلوس كتير قوي تقريبا اكتر من ضعف اللي كنت متفق مع السواق الاول عليه، و بدأت اتكلم مع سواق التوصيلة لقيته طيب وبيحب مصر ويعرف تاريخها من ايام الملك فاروق وكان بيسالني اذا سهل يتعلم اللغة العربية عشان عاوز يسافر يشتغل في أحد دول الخليج، المهم خلصت مشواري وقبل م نرجع اتفقت معاه يقفل العداد و نعمل اتفاق ووافق، ولاحظت عليه تمسكه بالانجيل، كل م نقف او اسيبه فترة الاقيه بيقرا في الانجيل، بعد ما رجعنا وصلني الفندق و طلعت المحفظة و جواز السفر مسكتهم مع بعض واديته الفلوس اللي اتفقنا عليها، بعد ساعتين ونص تقريبا اكتشفت أن المحفظه مش معايا، قلبت الاوضة ودورت في كل مكان مالقيتهاش، افتكرت أن رقم سواق التوصيلة موجود ع الابليكيشن لان بشكل كبير ممكن تكون المحفظه وقعت في العربية لما دفعت الاجره، اتصلت ما ردش مرة واتنين ،، قلت كده كل الفلوس راحت، بما في ذلك حساب الفندق و باقي مصاريف الرحلة، أبلغت زملائي في العمل، فابدوا أسفهم وأكدوا لي أن أبحث عن حلول لان المحفظة مش راجعة، بدأت افتكر لما كنت اشترى حاجه من محل في مصر والراجل يرجع لي فلوس بزيادة كنت برجعهاله ازاي، وازاي بلدنا في دفيء وحنان وطيبة بين الناس وزعلت جدا لاني مضطر ابعت لحد يحولي فلوس ويا تري مين هايبقي جاهز يحولي ولو حول يحول كام،،، دوامة عشتها لمدة ساعة تقريبا لغاية لما واحده صديقة من نفس البلد قالتلي هات رقمه أكلمه من تليفوني، وفعلا اتصلت ورد ، بس مش هو واحد تاني، قالتلي كلم التاني كده افهم منه الاول فين، اتكلمت مع الشخص اللي رد عليا لقيته بسرعة بيقولي هو هايكلمك تاني بعدين لحظة كده قاللي كلمه، لقيته بيقولي أنه عارف اني باسال عن محفظتي، وأنه لقاها لكنه دلوقتي بيغسل العربية عشان يجرشها و هايخلص ويجي يرجعلي المحفظة، اول م قولت كده لزملاء العمل ماحدش صدق و قالوا لي الافضل انك تتغدي و تهدى وتفكر في حل بديل لانه مش هايجي، فعلا وصلت لمرحلة أن عودته مجرد امل ممكن مايتحققش لكن ربنا أراد اني اتعلم درس، لما السواق جه فعلا راكب موتوسيكل بعد م جرش عربيته ورجعلي المحفظه و قاللي لازم تتصور معايا اني رجعتلك مفقوداتك عشان احتفظ بيها عشان الشغل، طبعا بدون تفكير كان معايا شنطة هدايا فيها ساعة و علبة برفان اديتهاله فورا و حاولت اعزمه يسهر معانا لكنه رفض لانه هايروح الكنيسه تاني يوم بدرى وكان مستعجل جدا، وهو ماشي سلم عليا وقاللي أنه متشكر علي التقدير و أن النهادرة عيد ميلاده و لحظتها اخدت بياناته وارقامه و فضلنا علي تواصل كاصدقاء حتى الآن بسبب أمانته، من ناحيتي كل مشواري حولتها عليه و هو بقي صديق مقرب جدا وساعدني بعد كده في اكتر من موضوع، لكن مشوار صداقتنا بدأ بأمانة لم تعرف حدود دين أو لون بشرة او جنسية.

الأحد، 31 ديسمبر 2017

رجع البرد من تاني يدق الباب
داخل بهيبته وكله،لوم وعتاب
راجع يقلب في الزكريات
ويفتح عنينا ع اللي كانوا احباب
صبحوا عدى وتغيرت الأحوال
راجع يفكرنا باللي فينا عاب
واللي طلع كداب
و اللي رحل من اوسع الابواب
يا هل ترى فينا العيب !
ولا النفوس اتبدلت لما بقينا أصحاب.

الخميس، 5 أكتوبر 2017

ابسط مما نتخيل

الحياة ابسط مما نتخيل، لما نشوف الكلمة دي بنعتقد انها نوع من انواع التصبير، بس لما نتمعن في المعنى ونلف شوية في كل بلد من أنحاء العالم، نلاقي الجملة دي حكمة كبيرة تلخص مجمل صراعات البشر بالحياة، ورغم لحظات الاكتأب و الضغط اللي بيحصل لمعظم الناس حول العالم،انما نقدر نغير ده لشيء ايجابي لو فكرنا واقتنعنا أن الحياة فعلا ابسط مما نتخيل، لان الحياة مستمرة مهما حصل معانا أو مع غيرنا هنلاقي الشمس بتشرق في موعدها و الناس بتروح لشغلها و ترجع الشمس تغرب و الليل يهل دون انتظار احد، مهما كان الشخص مكتئب أو حزين أو مضغوط أو حتى في مراحل الموت ، الحياة مستمرة رغم قسوتها احيانا، وبما أن الحياة مستمرة بينا وبيغرنا ، يبقي نعيشها ببساطه نلتمس الأعذار لبعض ننسي عنصرية اللون أو العرق أو الدين الإيجابيات موجوده حوالينا في كل شيء، ضحكة طفل صغير، ورده مفتحه و الفراشات حواليها، لحظه شروق الشمس و ريحه الصبح اللي جاي بكل عنفوانه ، لو بغمضة عين ممكن تفكر في شيء ايجابي يحول مزاجك للتفاؤل، تلاقي عندك امل لما تتأكد أن الحياة بسيطه وسهله اذا سهلناها علي نفسنا.

السبت، 19 أغسطس 2017

31/12 من كل عام

زكرى وفاة جدى، وقد كنت اعمل خارج مصر واتصلت بوالدي للاطمئنان على جدي، شيء ما جعلني اترك ما اقوم به لإجراء هذا الاتصال، لم البث أن أسأل عن جدى حتى قال لي والدي وصوته مليء بالاهتزاز ، البقاء لله .. حاولت اتمالك نفسي من الصدمة لاسأله متى حدث ذلك لاجد الرد الصاعق "الان" توفي قبل اتصالك بلحظات، حاولت اظهار تماسكي وخاصة اني في يوم عمل وليس اي عمل.
٣١/١٢ من كل عام هو تاريخ جرد مخازن معظم الشركات ، الجرد وما ادراك ما الجرد، حاولت التماسك وإظهار الهدوء حتى لا يعلم أحد من زملائي وحتى لا اتاثر و اخرج تقارير قد تكون غير صحيحة، لحسن الحظ كنت قد أوشكت علي انهاء مهمتى، ورغم كل محاولاتي للتماسك الا انهم لمحوا الحزن في عيني وأصر أحدهم بسؤاله ، خير في حاجه؟ مالك .. وهكذا حتى اخبرتهم بوفاة جدى، وبنفس المحاولة في التماسك خرجت معهم لتناول الغداء، ولاول مره ارى صورة جدي في كل مكان حولي، انا لم اتاثر بواقعة الوفاة اكثر من تأثري بذكرياتي معه.
لا اتذكر انه خزلني يوما ، جانيا كنت ام مجني عليا، كنت دائما اشعر بسند و ضهر قوى في اي لحظه ، حتى لحظات الغضب و المشاحنات اعرف أنه الوحيد القادر على لم الشمل، لا اعرف لماذا تذكرت يوم خروجه علي المعاش وقد اخفي حزنه خلف ابتسامه كانت لا تفارقه ابدا، حتى عندما كنا صغارا ننتظره يفرغ من الصلاة، ونظل نداعبه من بعيد او نتحدث حديثا ضاحكا ، فقد كان يخفي ابتسامته محاولا تثبيت تركيزه كله في الصلاة. ينصحنا فقط ، يشد علينا ، لكنى لم ارى منه إلا شد الاذر و العون كل العون ، و التواضع الذي كان يملؤ كلماته وافعاله، رحمك الله يا جدي ، ورحم امواتنا جميعا.

الأحد، 8 يناير 2017

عكس عكاس

اقسم بالله ما بحبك
بس هاكدب لو قلت انا مش طايقك
او مش متعلق بجنونك 
ومش متشعلق بحبال طيبتك
عبارة عن ايه ده مش عارف 
بس انا عمرى م حبيتك
و لا حسيتك ناوية تضمي دفاترك
علي اوراقي ونحكي حكاية جديدة
و لا كان نفسي
في رواية .. انا اخرى قصه قصيرة
تخلص قبل العصر
قبل مانبني من الاوهام بيت او قصر
كل جروحى خفت من بدرى
مش ناقص افتح جرح جديد مايخفش
او اتوه في خناقة كبيرة من الغيرة
ومشاكل مالهاش اول من اخر
انا قلبي قفلت عليه ب100 قفل
ولسه ابن الصرمة بيتنطط
مش عاوز يسكت و لا يتهد
 مش ناوى يجبها البر .. ولا ناوى لعيونك يوضع حد