الاثنين، 7 نوفمبر 2016

التعويم

في الازمات الاقتصادية التي مرت بها العديد من الدول .. اقدمت حكومات تلك الدول علي اصلاحات اقتصادية ترتكز اهم محاورها علي تحرير سعر العملات الاجنبيه, وكانت التجربة التركية في ٢٠٠٣ من التجارب الناجحه لكنها اقتصاديا قوبلت بدعم شديد من دول الجوار وخاصة الصناعات الحربية .. اما في نماذج اخرى فشل فيها تحرير اسعار الصرف نتيجة عدم اتخاذ رؤية واضحه وشامله للاصلاح مثلما كانت التجربة السودانية.
والفرق شاسع بين الاجراءات الإصلاحية التي تقوم بها مصر مطلع نوفمبر ٢٠١٦ وبين التجربتين.
الا أن وجه الشبه يمكن تلخيصه في أن نجاح تجارب تحرير سعر الصرف يعتمد علي رؤية اصلاحية بعيدة المدى , اجراءات احترازية وخاصة وجود طبقة مستفيدين تقوم في اي لحظات ضعف باستغلال المواقف لصالحها ماديا واحيانا سياسيا.
عام الجنية المصري و الجميع يترقب هل سيطفوا أم أن التعويم سيكون وبالا علي الكادحين في مصر ومن هم دون خط الفقر وهل سيدفعون وحدهم فاتورة الاصلاحات الاقتصادية التي يفترض انها تعالج مشكلات طالت لسنوات عديده.
اتمنى من الله نجاح اي تجارب اقتصاديه لعلاج التشوهات الحالية في السوق المصري وان يصبح ملاذ امن للاستثمارات .. وان ينول الشعب حظه ولو بالقليل من ثمرة تلك الاصلاحات فقد سدد الكادحون كل ما يمتلكون علي امل التغير الحقيقي.